الثلاثاء، 19 مارس 2019

كتب الأستاذ الشاعر/كريم خيري العجيمي◇◇بقايا..!!◇◇

بقايا..!!
..........
هناك..
على ثرى نبضي..
بقايا معاطر مهملة..
وآثار عطر قديم..
سكبته يد الريح..
وبعثرته خطيئة الظنون..
وفي دروب الوجع..
تهب بقايا عاصفة من زمن الرماد..
لتطمس معالم الأرصفة والشوارع والبشر..
كما طمست آثار الوجوه واستحالت إلى بقايا أشباح..
قادمة من زمن عدت فيه البشرية رتبة لا يصلها بعض البشر..
وجزء من خريف صمت..
وبقايا حفيف حينما يهاجم مارد الريح أجساد الورق اليابسات كصوت جرس معلق في معبد خال ليفوق هزيم الرعد في أسوأ ليالي الشتاء حلكة..
وبعثرة أوراق..
ومحنة وصلت منتهاها..
وأوراق ذابلة أجتث الغياب أواصرها من فوق الأغصان..
ليعري لحاها من بقايا دثارها..
وبقايا محاجري فراغ عاص إلا من أطلال هدب..
لم يكتب في قدره أن يعانق الطيف ولو على سبيل المجاز..
وكأنه كبيرة تخرج فاعلها من ملة العشق..
ومعصية كبرى تستوجب الخلود في النار..
ليذوق مرتكبها مس سقر على قيد الحياة..
وفي خافقي يستلقي آخر رمح تركه لي قربك الموبوء كتذكار لإخلاصك..
وعلى ملامحي قد ارتسمت خريطة لأقدم مآسي التاريخ عذابا..
وامتد بساط الضنى ليفوق مساحة تقاسيم وجهي ويستجلب مجلدات بحجم مساحة اليابسة لتستوعب بعض نزيف جرحه..
وفي حلقي بقايا غصة يابسة كأنما فاقت الصوان صلابة تأبى إلا أن تقيم بين الحنجرة واللسان..
فلا يطيقها الكتمان ولا يصرفها بوح الشفاة..
وبين ضلوعي..
يقيم وطن حزن..
سألته يوما..
ماذا عن الرحيل..
قال أعشق رفقة من يحسن الضيافة..
وفي محبرتي بقايا مداد مل إغتيال اليراع لطهره فلم يعتد معه إلا أن يسطر ما يوجع المداد قبل أن يؤلم وخزه جسد الورق..
وفي دهاليز ذاكرتي..
وجه صبح شاحب كأنما تمنى أن يعود إلى الوراء طويلا ليرجع محض جنين في رحم الليل..
وكأنما لسان حاله يحاكي حالي ناطقا صمته..
ثكلتني أمي..
ليتني كنت نسيا منسيا..
ليت ذاكرة الليل ألقيت في فلاة..
فلم يمر شريطها على ذكري لترميني جورا في تباب نهارات قاحلات مجدبة..
وعلى جدران تاريخي بقايا أبجدية حلمت يوما أن تكتب فرحا فلم تمكن..
وما استطاعت إلى ذلك سبيلا..
ولا أدري..
أكفرت أبجديتي فعوقبت حرمانا كحرماني..
ليموت ياسمين أحرفها ظامئا على سن المداد..
وليغرس نصل أقلامها في معين الدم بعد جفاف المحابر..
فلابد لها أن تكتب..
وما جعل القلم إلا ليقال له أكتب..
أكتب فرحا..
ولو على سبيل الظن..
ليقول القلم..
إن بعض الظن إثم..
وليس للمرء من دهره إلا ما تعودا..
ولم تجر الحال إلا بنزف الوجع..
فكيف يحل لي تخيل الظن..
وهو من قبيل الحل المحرم..
فمن كتب في قدره الوجع..
كيف لخياله الظامئ أن يروي جفاف الورق..
ترى؟!..
هل يخترق طيفك حصون الغياب فيعود..
ليجمع بقاياي..
أم أظل العمر أتجرع بقايا..
من كئوس الوهم..
..........................
بقلمي..
كريم خيري العجيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

....... د محروس فرحات...... ...........أسافر فيك............

...........أسافر فيك............ أسافر في رحاب الليل يصحبني لك طيف يجوب الوجد  أرهقني فلا طيف سوى طيف أتى منك يهز القلب في صمت يهدهدني وبعد ...