ردة الشوق..!!
-----------------
وفي مواسم اللهفة..
يزاورني طيفك..
يسرق بقايا أنفاسي..
يبعثر حنيني من على الرفوف..
ينثر عطر ذاكرتي..
يؤرق مدادي على الورق..
ينشر أسراري القديمة..
يحصد سنابل مقاومتي..
يستنزف آخر رمق من الصبر في جعبتي..
يماطر سماء إنتظاري وجعا..
يدك حصن الضلوع تحت وقع أقدامك..
وطيفك يطأ ثرى خلاياي..
ينتصب سن اليراع في محبرة الدم..
ماذا أكتب..
كيف أقص تاريخ اشتياقي..
وكل ما سأكتب لا يخضع لقانون الموسمية..
ولا أبجدية الفصول..
ما أسوأ ألا يعترف محتلك بمراسيم الإحتلال..
يستوطنك..
متى شاء..
أنى شاء..
كيفما شاء..
لا يعترف بقواعد الحلول..
ولا قانون الإنتقال..
ولا يميز بين الإسراف والإعتدال..
يعدك أن يزورك على بساط الشوق..
في مواسم الحل..
ويرتحل منك مع حلول مواسم السفر..
ودخول موعد الإحرام..
وتكبيرة صلاة الوداع تشق جوف المحاريب..
يشد أزره..
يصوب وجهه..
يرفع أشرعته..
يدق طبول السفر..
تودعه على أمل بلقاء..
وربما يظل الأمل مجرد حلم فارغ..
في دفتر الأمنيات..
بلا لقاء..
كحرف سقط في فراغات ما بين السطور..
كنبتة إنتظار منسية..
في صحراء الغياب..
لا ترتوي لتزهر وتثمر..
ولا تظمأ فتموت لتريح وتستريح..
وتغدو مجرد نقطة صغيرة في قيعة السراب..
لتجد أنه إذا جن ليل الحضور وأنبسطت أسارير البوح وامتدت سوامر السهر..
تجده قد نقض عهد الرحيل..
وأخلف وعد السفر..
ثم تفاجأ أن الرحل بدونه قد أظعن..
وأن هذا المحتل أرعن..
بقي ليدب على ثرى النبض..
ويعلن حلول الليل في منتصف الظهيرة..
ويرميك من جديد بجذوة النار..
ظانا أنك تجد على النار هدى..
يعلن حلول مواسم الصمت في سوق الكلام..
ودخول عيد السهد..
في أول يوم للصيام..
وبدلا من أن يقلع منك..
يقلع إليك..
وبدلا من أن يرحل عنك..
يرحل فيك أكثر..
حررك ليحتلك من جديد..
ليضع في يديك السلاسل والأساور..
والحديد..
وبدلا من أن يزورك على بساط الشوق..
يهاجمك على ضامر الصبر..
وبدلا من أن يقبل وجنتيك..
أنك منحته وجها يحمل تفاصيله..
وجسدا يحمل ذرات عطره..
وأنفاسا هي وقودا لوجوده..
وقلبا هو مسكنه..
وضلوعا هي حصنه..
وأعينا هي فناراته..
يلطم قلبك صفعة تلو أخرى من ريح عاصفة..
تتبعها الرادفة..
وبين خيال التمني الصابئ..
وبقايا جذور لحلم..
لم يفارقه بقايا صغر عالق بخلاياه..
عوالم من الطيش والجنون..
وبرزخ من سلام ما انفك يوما أن يكون محض ردة عن ملة العشق..
إذ أن ديدنها ثورة وتمرد على أعراف الورى..
لتتهم بالزندقة مرة..
والإلحاد مرات..
ووحدهم يملكون مفاتيح البراءة..
وصكوك الغفران..
قرع حناجرهم مرسوم إلهي..
يا هذا..
أنت محروم مخلد في الجحيم..
غارق في الحرمان..
يا هذا..
أنت منعم بالقرب..
على الأرائك في جنة الرضوان..
وعلى راحات الضنى..
يضجع جسد السلام..
عناق الأضداد..
كصحبة الريم والذئاب..
فصول من الهذيان..
كتب مقدسة في عهدة الشيطان..
قرون من الشغف المعلق في سقف الوجع..
ثريات تتدلى من قعر الكرى..
لتوقظ أخر صرعى العشق من غفوة طويلة..
فسبحان من قد قميص النوم بالنوم..
وعرى ظهر الإخلاص ليجلد بسوط الوفاء..
متهم بحلم عابث..
مشنوق في عمق ذاته..
ومع ذلك يصير سلعة رخيصة في سوق عامرة..
تلقى رواجا..
فالكل ذوو أعين وأنوف..
هم أهل عمى ومع ذلك يبصرون ظلمة العشق تتلألأ على جبينك..
لتشنق بالجرم المشهود..
جريمة مكتملة الأركان والبنيان..
والشاهد أنت والمتهم أنت..
والدفاع الأخرس أنت..
لتصمت جبرا وينادي صوت كالرعد القاصف..
أشنقوه واستنطقوا عليه جوارحه..
الم يتعظ بقوله..
(يوم تشهد عليهم أيديهم وأرجلهم...)
وهم ذوو زكام..
ومع ذلك يشمون رائحة الشوق العالق بخلاياك..
اسحبوه في السلاسل والقيود..
جروه إلى بطحاء العذاب..
هكذا ينادي مناديهم..
ليصم أذنيك بقول غير عابئ..
إنما منقلبك إلى تباب..
وكأن كل قربى جريمة تستوجب المكوث في الجحيم..
آتون من النار في عمق خافقك..
فكيف تطفأ النار بالنار..
وقتها ستدرك..
أنك أنت من خالفت أعراف اللهفة..
وسر المهنة..
فمن يمتهن العشق حياة..
سيذوق مرارة الموت قبل أن يرتوي كأس الحياة..
ومن يرتضي ردة الشوق..
كيف يقف في محراب الصلاة..
وتلك قواعد اللعبة..
فإما أن تقبل الخسارة..
وإما أن تقبل الخسارة..
ولا ثالث لهما..
وعليك أن تقبل الرهان..
..............................
من ترهات قلمي..
كريم خيري العجيمي
-----------------
وفي مواسم اللهفة..
يزاورني طيفك..
يسرق بقايا أنفاسي..
يبعثر حنيني من على الرفوف..
ينثر عطر ذاكرتي..
يؤرق مدادي على الورق..
ينشر أسراري القديمة..
يحصد سنابل مقاومتي..
يستنزف آخر رمق من الصبر في جعبتي..
يماطر سماء إنتظاري وجعا..
يدك حصن الضلوع تحت وقع أقدامك..
وطيفك يطأ ثرى خلاياي..
ينتصب سن اليراع في محبرة الدم..
ماذا أكتب..
كيف أقص تاريخ اشتياقي..
وكل ما سأكتب لا يخضع لقانون الموسمية..
ولا أبجدية الفصول..
ما أسوأ ألا يعترف محتلك بمراسيم الإحتلال..
يستوطنك..
متى شاء..
أنى شاء..
كيفما شاء..
لا يعترف بقواعد الحلول..
ولا قانون الإنتقال..
ولا يميز بين الإسراف والإعتدال..
يعدك أن يزورك على بساط الشوق..
في مواسم الحل..
ويرتحل منك مع حلول مواسم السفر..
ودخول موعد الإحرام..
وتكبيرة صلاة الوداع تشق جوف المحاريب..
يشد أزره..
يصوب وجهه..
يرفع أشرعته..
يدق طبول السفر..
تودعه على أمل بلقاء..
وربما يظل الأمل مجرد حلم فارغ..
في دفتر الأمنيات..
بلا لقاء..
كحرف سقط في فراغات ما بين السطور..
كنبتة إنتظار منسية..
في صحراء الغياب..
لا ترتوي لتزهر وتثمر..
ولا تظمأ فتموت لتريح وتستريح..
وتغدو مجرد نقطة صغيرة في قيعة السراب..
لتجد أنه إذا جن ليل الحضور وأنبسطت أسارير البوح وامتدت سوامر السهر..
تجده قد نقض عهد الرحيل..
وأخلف وعد السفر..
ثم تفاجأ أن الرحل بدونه قد أظعن..
وأن هذا المحتل أرعن..
بقي ليدب على ثرى النبض..
ويعلن حلول الليل في منتصف الظهيرة..
ويرميك من جديد بجذوة النار..
ظانا أنك تجد على النار هدى..
يعلن حلول مواسم الصمت في سوق الكلام..
ودخول عيد السهد..
في أول يوم للصيام..
وبدلا من أن يقلع منك..
يقلع إليك..
وبدلا من أن يرحل عنك..
يرحل فيك أكثر..
حررك ليحتلك من جديد..
ليضع في يديك السلاسل والأساور..
والحديد..
وبدلا من أن يزورك على بساط الشوق..
يهاجمك على ضامر الصبر..
وبدلا من أن يقبل وجنتيك..
أنك منحته وجها يحمل تفاصيله..
وجسدا يحمل ذرات عطره..
وأنفاسا هي وقودا لوجوده..
وقلبا هو مسكنه..
وضلوعا هي حصنه..
وأعينا هي فناراته..
يلطم قلبك صفعة تلو أخرى من ريح عاصفة..
تتبعها الرادفة..
وبين خيال التمني الصابئ..
وبقايا جذور لحلم..
لم يفارقه بقايا صغر عالق بخلاياه..
عوالم من الطيش والجنون..
وبرزخ من سلام ما انفك يوما أن يكون محض ردة عن ملة العشق..
إذ أن ديدنها ثورة وتمرد على أعراف الورى..
لتتهم بالزندقة مرة..
والإلحاد مرات..
ووحدهم يملكون مفاتيح البراءة..
وصكوك الغفران..
قرع حناجرهم مرسوم إلهي..
يا هذا..
أنت محروم مخلد في الجحيم..
غارق في الحرمان..
يا هذا..
أنت منعم بالقرب..
على الأرائك في جنة الرضوان..
وعلى راحات الضنى..
يضجع جسد السلام..
عناق الأضداد..
كصحبة الريم والذئاب..
فصول من الهذيان..
كتب مقدسة في عهدة الشيطان..
قرون من الشغف المعلق في سقف الوجع..
ثريات تتدلى من قعر الكرى..
لتوقظ أخر صرعى العشق من غفوة طويلة..
فسبحان من قد قميص النوم بالنوم..
وعرى ظهر الإخلاص ليجلد بسوط الوفاء..
متهم بحلم عابث..
مشنوق في عمق ذاته..
ومع ذلك يصير سلعة رخيصة في سوق عامرة..
تلقى رواجا..
فالكل ذوو أعين وأنوف..
هم أهل عمى ومع ذلك يبصرون ظلمة العشق تتلألأ على جبينك..
لتشنق بالجرم المشهود..
جريمة مكتملة الأركان والبنيان..
والشاهد أنت والمتهم أنت..
والدفاع الأخرس أنت..
لتصمت جبرا وينادي صوت كالرعد القاصف..
أشنقوه واستنطقوا عليه جوارحه..
الم يتعظ بقوله..
(يوم تشهد عليهم أيديهم وأرجلهم...)
وهم ذوو زكام..
ومع ذلك يشمون رائحة الشوق العالق بخلاياك..
اسحبوه في السلاسل والقيود..
جروه إلى بطحاء العذاب..
هكذا ينادي مناديهم..
ليصم أذنيك بقول غير عابئ..
إنما منقلبك إلى تباب..
وكأن كل قربى جريمة تستوجب المكوث في الجحيم..
آتون من النار في عمق خافقك..
فكيف تطفأ النار بالنار..
وقتها ستدرك..
أنك أنت من خالفت أعراف اللهفة..
وسر المهنة..
فمن يمتهن العشق حياة..
سيذوق مرارة الموت قبل أن يرتوي كأس الحياة..
ومن يرتضي ردة الشوق..
كيف يقف في محراب الصلاة..
وتلك قواعد اللعبة..
فإما أن تقبل الخسارة..
وإما أن تقبل الخسارة..
ولا ثالث لهما..
وعليك أن تقبل الرهان..
..............................
من ترهات قلمي..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق