السبت، 27 أبريل 2019

كتب الأستاذ الشاعر/كريم خيري العجيمي◇رسالة إلى امرأة مجهولة18◇

رسالة إلى امرأة مجهولة18
..!!
..........................................
إلى تلك العصية عن النسيان..
تصعد درج ذاكرتي كل مساء..
تعبق بعطرها مباخري..
ترتاد مقهى همهماتي في موسم الهذيان..
وتركب زورق أهازيجي حينما يترنم الفؤاد..
معزوفة الناي اليتيم الذي مل من أكاذيب الوتر..
ونشاز اللحن..
و لا زلت أسافر في حكاياها..
أسطورة من زمن لم يعرف إلا الخرافات..
أحجية نهار يغتالة الغسق..
وسر ليل لم يطلع عليه الغلس..
ونبض قلب لم يطاوعه شوقه ليسافر إلى حدود الفلق..
فآثر مراقصة النجمات في عرض الظلام..
وعربدة الوجد..
ومجون هذا الشغف الذي يزداد اتساعا في خلاياي..
كزحف موج غاضب نحو شاطئ مسكين..
على أكف الريح..
لا زلت أرسمك يا سيدتي..
آخر غيمة من زمن أدمن وأد الغيم..
وعشق النكاية بحبات المطر..
ووشم بلهفة الظمأ للظمأ..
ومقت الري..
كأس ياسمين..
من عهد قد ارتد عن إرتشاف الشهد..
وأدمن مرارة العلقم..
طلسما من عهد لا يستوعب إلا الأوهام..
أقاصيص يتلوها القدر..
على مسامع الصمم..
كيف لي أن أخبرك بما تعجز عنه الحروف وتجهله الأبجدية..
كيف لي أن أخبرك يا سيدتي..
أني أعاني جمود أحرفي..
وجفاف محابري..
وتبعثر المعاني على قارعة الخوف..
وتصلب شرايين اليراع..
فأبى أن يكتب..
ربما نضب المعين..
وربما عصتني لغتي..
فصبئت بعرف الشكاية..
وهي التي لطالما كانت مشكاة بوحي..
وقنديل الدجى..
الذي يوقد شعاب الأنين في داخلي..
حينما يستبد بي الحنين إليك..
ليدك آخر حصون التجلد..
كنت أشعل منها فتيل الأوار..
حينما أرفع سن البوح..
في وجه طغيان السكون..
الذي يفتك بجراحات روح أنهكها طول السفر..
ربما احترقت تلك المشاعر كعصف تغتاله النار..
ربما عجز إدراكي عن استيعاب معني ما أشعر به..
فكيف لي بلغة تقول كل ما عجز عنه اللسان..
دفعة واحدة..
دون معاناة البحث عن مصطلح يشرح الأوجاع كلا على حده..
كيف لي أن أحصي مواسم العشق..
ونوات الشوق..
ونوبات المد والجزر التي لا تنتهي آثارها في لجة خافقي..
وقد أخذت أنت خريطة الفصول..
واستبحت عاصمة المواسم..
منك تبدأ الساعات حسابها..
وإليك ينتهي عد كل ما يعد..
تركت لي يا سيدتي السنين..
محض شريط فارغ بلا مسمى..
وما زال نزف ربيعي في عينيك..
جرحا ينزف نبضا..
لا يستكين ولا يلتئم..
مريض بك حد الموت..
يستحيل إلى خريف..
لا يعرف وصولا إلى عتبات الربيع..
شطا ولا مرساة..
ليعيث فسادا في جسد الأمنيات البالي..
ما زال القلب في هواك مسكينا..
عابرا فوق دروب الشجن نفسا تلو نفس..
يرتحل إليك كل مساء مع جيش المناجاة..
ويعود خائبا حينما يشهر سيف الفجر من فوق المآذن..
يحمل أطنان الخيبة..
ويجر أذيال الفشل..
ليظل الأمل على قيد المجهول..
والأمنيات في عرف المباح حراما..
وأظل أنا في عينيك..
ذلك الكاذب الذي لم يعرف إلى الصدق سبيلا..
هذا فقط لأني أحببتك في زمن..
عد فيه الحب مسبة..
والشوق نقيصة..
وكل مخلص..
ناقص مروءة..
فكلهم صادقون يا سيدتي..
في شرع عينيك..
ووحدي أنا محتال أفاق..
كلهم أهل الفردوس والنعيم المقيم..
ووحدي أنا ابن الجحيم..
منها شق للقلب شوقا..
وفيها أقاموه..
وأخبروه أنها له متكئا..
وسررا ومعارج..
وإليها مآل من ولج درب ما ولجت..
فلا عليك..
لنار الإشتياق أشد هولا مما توعدوني..
فدعي النار تأكل النار..
قربانا..
وتزلفي قربى في ساحة أهل الجنان..
بلا ندم ولا أسف ولا خسران..
وليكن آخر ما يمتد إليه طرفك..
هو حدود سوق..
ربح فيها من ربح..
وخسر من خسر..
رفعت الأقلام..
وانتهى إليك علم البوح..
أنا..
............
بقلمي..
كريم خيري العجيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

....... د محروس فرحات...... ...........أسافر فيك............

...........أسافر فيك............ أسافر في رحاب الليل يصحبني لك طيف يجوب الوجد  أرهقني فلا طيف سوى طيف أتى منك يهز القلب في صمت يهدهدني وبعد ...