رسالة إلى امرأة مجهولة22..!!
.........................................
إلى تلك التي تحتل كل أشيائي..
وتمتلك كل مساحاتي..
وتستبيح ذلك الجسد الذي يرتديني..
رغما عني..
مرتعا للهو شوق كانت زرعته يوما في جوف أعماقي..
بذرة من شوك..
تثمر حصاد مر..
إلى تلك الظامئة إلى مزيد من ألمي..
لتكتمل سلسلة غبطتها..
أردت يا سيدتي فقط أن أخبرك..
أن أوجاعي كلها أنت..
وأنك بذرة العناء التي زرعتها في تربة قلبي..
لتهطل كل حين مطرا من وجع في خافقي..
وتحفر في كل آن مزيدا من الأسى في دروبي..
وتتسكع في أوردتي ومخارج أنفاسي..
وكأنه يسعدك يا سيدة أوجاعي أن أختنق أكثر وقودا لمجون العبث..
وكأن ما بيني وبين أشواقي إليك آلاف من سبل..
تقطع على قيد الهباء..
أردت فقط يا سيدتي أن أخبرك أني ذلك الذي لم يعتد من الحياة إلا الرحيل في بحرك المتلاطم..
بشراع مكسور..
وزورق متهالك لم يخلق يوما للرحيل..
ولكنه أبحر فيك يحدوه شغف قديم بمعانقة مرافئك..
وهي تمعن في الهرب كلما حركت رياح الوجد ستائر الحلم..
ساخط عبثك يا سيدتي..
قاس لدرجة الموت..
لم يكف أبدا أن يملأ جعبتي وجعا يكفي لذلك العمر المسروق من بين يدي..
لا..
بل أقسم أن أحصد الوجع لما بعد الفناء..
أردت فقط أن أبعث إليك برسالة حبرها دمي..
وصفحاتها تقاسيم وجهي..
وسطورها جدران ذاكرتي..
وحكاياها من حرفين على ملة الآه جمعت..
وأساطيرها حكايا تفوق قصص شهرزاد..
بألف عام..
هنا يا سيدتي موطن الوجع أيسر صدري زرع..
وهناك أيسر صدرك زرعت حقولا من الياسمين..
هنا يا سيدتي بين ضلوعي أمواج عاتية من الخطايا..
وهناك يا سيدتي زينت لك ضفاف النعيم..
هنا يا سيدتي في خلاياي مواسم للأنين لا تنتهي..
وهناك يا سيدتي في ربوع عالمك بساتين من تراتيل فرح..
لك غرستها لما بعد الخلود..
هنا يا سيدتي النبض بقايا تحتضر لا للموت تهدى..
ولا للعود ترجى..
وهناك النبض في أوردتك فيض من عطر مداده زفرات تحترق..
وشهيق مارق لم تستهوه رئتي المتعبة..
هنا يا سيدتي لم يبق ذلك الليل سوى الأرق وجحافل السهد..
وهناك يا سيدتي الليل موعدا للضحك والسمر والندماء وكئوس فارغة من الملل..
هنا يا سيدتي العام على موعد دائم للخريف الآبق..
وهناك يا سيدتي أنت على موعد مع ربيع لا يزول..
أنا من رسم لك امتداد نهاراته وعطر زهوره ولون أراضيه..
هنا يا سيدتي سكت الكلام عن الكلام جبرا حيث لا لفظ ولا معنى..
تاهت الكلمات وتبعثرت المعاني..
لتحملها عواصف المشاعر مع أوراق الخريف المهترئة إلى حيث مواطن النسيان..
وهناك يا سيدتي ألف أبجدية للتعبير فمن يعيش الحزن ليس كمن فوق مدائنه ترفرف رايات الفرح..
هنا يا سيدتي علم اللهفة جيش من اشتياق يعبر فوق كلي إليك لا يحده حد ولا يمنعه سد كموج هادر في موسم الغضب..
وهناك يا سيدتي علم الإشتياق محض حداد صغير للتذكر مع فنجان قهوة وجلسة على مقعد فارغ آخر الليل..
ربما يجود عطفك بلحظة تذكر على وسادة ناعمة آخر الليل..
وربما لا..
مشاعر باهتة لا اسم ولا رسم ولا سمت ولا هوية..
هنا يا سيدتي وعدتك يوما ألا أفلت يدك فظللت متشبثا بها وهي تقاوم لتنفلت مني وكأني عدو..
وهناك يا سيدتي في شرعك كل الوعود إلى العدم فلا وعد بقى ولا ذمة حفظت..
هنا يا سيدتي وعدتيني يوما بالبقاء فما كان منك إلا أن أجبرتيني على الرحيل..
وهناك يا سيدتي رحت تبحثي عن وطن آخر وحدود جديدة ولون آخر للحياة..
فما حاجة الأميرات مثلك لمتسولي الساحات وصعاليك الأرصفة مثلي..
وكل عشقهم محض قطرات دمع تسقط على أرض صلدة لا حس ولا شعور..
هنا يا سيدتي كل صباح ينبت الخوف في ارتعاشة يدي وطرف كفي وخفقان قلبي..
وهناك يا سيدتي بساط الدعة ممتد حتى آخر الليل ومولد الفجر في حضرتك..
وصوان الأمان أقيم على جثة بأنفاس اسمها فقط..
أنا..
هنا يا سيدتي لم يعد هنا..
حيث أنا لم أعد أنا..
وكل عالمي إليك قد رحل..
ومعه كل أشيائي..
وهناك لديك كل شئ..
إلا أنا..
وتركت لي فقط ذلك السؤال المتعب..
ماذا جنى صاحب العطاء إلا فيض المنع..
وكيف يكون الجزاء على غير العمل..
ولا جواب..
ولا جواب..
...............
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
إلى تلك التي تحتل كل أشيائي..
وتمتلك كل مساحاتي..
وتستبيح ذلك الجسد الذي يرتديني..
رغما عني..
مرتعا للهو شوق كانت زرعته يوما في جوف أعماقي..
بذرة من شوك..
تثمر حصاد مر..
إلى تلك الظامئة إلى مزيد من ألمي..
لتكتمل سلسلة غبطتها..
أردت يا سيدتي فقط أن أخبرك..
أن أوجاعي كلها أنت..
وأنك بذرة العناء التي زرعتها في تربة قلبي..
لتهطل كل حين مطرا من وجع في خافقي..
وتحفر في كل آن مزيدا من الأسى في دروبي..
وتتسكع في أوردتي ومخارج أنفاسي..
وكأنه يسعدك يا سيدة أوجاعي أن أختنق أكثر وقودا لمجون العبث..
وكأن ما بيني وبين أشواقي إليك آلاف من سبل..
تقطع على قيد الهباء..
أردت فقط يا سيدتي أن أخبرك أني ذلك الذي لم يعتد من الحياة إلا الرحيل في بحرك المتلاطم..
بشراع مكسور..
وزورق متهالك لم يخلق يوما للرحيل..
ولكنه أبحر فيك يحدوه شغف قديم بمعانقة مرافئك..
وهي تمعن في الهرب كلما حركت رياح الوجد ستائر الحلم..
ساخط عبثك يا سيدتي..
قاس لدرجة الموت..
لم يكف أبدا أن يملأ جعبتي وجعا يكفي لذلك العمر المسروق من بين يدي..
لا..
بل أقسم أن أحصد الوجع لما بعد الفناء..
أردت فقط أن أبعث إليك برسالة حبرها دمي..
وصفحاتها تقاسيم وجهي..
وسطورها جدران ذاكرتي..
وحكاياها من حرفين على ملة الآه جمعت..
وأساطيرها حكايا تفوق قصص شهرزاد..
بألف عام..
هنا يا سيدتي موطن الوجع أيسر صدري زرع..
وهناك أيسر صدرك زرعت حقولا من الياسمين..
هنا يا سيدتي بين ضلوعي أمواج عاتية من الخطايا..
وهناك يا سيدتي زينت لك ضفاف النعيم..
هنا يا سيدتي في خلاياي مواسم للأنين لا تنتهي..
وهناك يا سيدتي في ربوع عالمك بساتين من تراتيل فرح..
لك غرستها لما بعد الخلود..
هنا يا سيدتي النبض بقايا تحتضر لا للموت تهدى..
ولا للعود ترجى..
وهناك النبض في أوردتك فيض من عطر مداده زفرات تحترق..
وشهيق مارق لم تستهوه رئتي المتعبة..
هنا يا سيدتي لم يبق ذلك الليل سوى الأرق وجحافل السهد..
وهناك يا سيدتي الليل موعدا للضحك والسمر والندماء وكئوس فارغة من الملل..
هنا يا سيدتي العام على موعد دائم للخريف الآبق..
وهناك يا سيدتي أنت على موعد مع ربيع لا يزول..
أنا من رسم لك امتداد نهاراته وعطر زهوره ولون أراضيه..
هنا يا سيدتي سكت الكلام عن الكلام جبرا حيث لا لفظ ولا معنى..
تاهت الكلمات وتبعثرت المعاني..
لتحملها عواصف المشاعر مع أوراق الخريف المهترئة إلى حيث مواطن النسيان..
وهناك يا سيدتي ألف أبجدية للتعبير فمن يعيش الحزن ليس كمن فوق مدائنه ترفرف رايات الفرح..
هنا يا سيدتي علم اللهفة جيش من اشتياق يعبر فوق كلي إليك لا يحده حد ولا يمنعه سد كموج هادر في موسم الغضب..
وهناك يا سيدتي علم الإشتياق محض حداد صغير للتذكر مع فنجان قهوة وجلسة على مقعد فارغ آخر الليل..
ربما يجود عطفك بلحظة تذكر على وسادة ناعمة آخر الليل..
وربما لا..
مشاعر باهتة لا اسم ولا رسم ولا سمت ولا هوية..
هنا يا سيدتي وعدتك يوما ألا أفلت يدك فظللت متشبثا بها وهي تقاوم لتنفلت مني وكأني عدو..
وهناك يا سيدتي في شرعك كل الوعود إلى العدم فلا وعد بقى ولا ذمة حفظت..
هنا يا سيدتي وعدتيني يوما بالبقاء فما كان منك إلا أن أجبرتيني على الرحيل..
وهناك يا سيدتي رحت تبحثي عن وطن آخر وحدود جديدة ولون آخر للحياة..
فما حاجة الأميرات مثلك لمتسولي الساحات وصعاليك الأرصفة مثلي..
وكل عشقهم محض قطرات دمع تسقط على أرض صلدة لا حس ولا شعور..
هنا يا سيدتي كل صباح ينبت الخوف في ارتعاشة يدي وطرف كفي وخفقان قلبي..
وهناك يا سيدتي بساط الدعة ممتد حتى آخر الليل ومولد الفجر في حضرتك..
وصوان الأمان أقيم على جثة بأنفاس اسمها فقط..
أنا..
هنا يا سيدتي لم يعد هنا..
حيث أنا لم أعد أنا..
وكل عالمي إليك قد رحل..
ومعه كل أشيائي..
وهناك لديك كل شئ..
إلا أنا..
وتركت لي فقط ذلك السؤال المتعب..
ماذا جنى صاحب العطاء إلا فيض المنع..
وكيف يكون الجزاء على غير العمل..
ولا جواب..
ولا جواب..
...............
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق