اللقيطة ..
التقيتها تعارفنا تكررت اللقاءات تناديني يا ولدي أناديها يا صديقتي حزينة مع ابتسامة لا تفارق ثغرها الجميل نشيطة لا تتوقف عن الحركة بالرغم من بلوغها العقد السابع من عمرها سألتها قصتها المختبئة في شغاف قلبها قالت:
جئت لا أعرف كيف ومن أين هل نيزك هبط من السماء ام جني قذفه بركان أرضي أم خيال جاء من عالم الأحلام
أبصرت النور في ملجأ جاؤوا بي إليه ملفوفة بخرقة قماشية مرمية على بابه يقيم فيه الأطفال الذين لا أهل لهم كنت طفلة ليست كالأطفال لم تدغدغ شفتي حلمة نهد ولا ضمني إليه صدر أم بل كانت أمي لا تملك صدرا حنونا ولا يدا تربت على ظهري عندما تخنقني حموضة حليبها بل حلمة بلاستيكية صماء بكماء ابتلعت معها ما ملا معدتي من الأتربة عندما أصبحت قادرة على الزحف والدوران حول بساط من مخلفات أقمشة وأشياء بالية مرمي على أرضية ترابية يسمى فراشا تنتشر منه رائحة الرطوبة والعفونة وتبني ميكروبات الموت أعشاشها بين تلافيف نسيجه.لم تقتلني لأنني كنت صديقة لها أو أكتسبت من ترياقها مناعة أو قد تكون قوة القهر التي جلدتني منحتني نعمة البقاء على قيد الحياة
سجلوا اسمي( ن) حرف ليس له بداية ولا نهاية .أنا نون وينادوني نانا . حصلت على شئ من التعليم يمكنني من القراءة والكتابة وتعلمت من الأعمال المنزلية ما يؤهلني أن أكون خادمة ماهرة عند إحدى العائلات وعندما بلغت الثالثة عشر من عمري حان الوقت الذي علي أن أغادر الملجأ ولكن لا بد من الإطمئنان على مستقبل من يغادره قبل المغادرة
أمضيت في الملجأ أعواماً لم أحسها وكنت أنظر إلى ذاتي فأرى نفسي لا أزال طفلة لم أعرف أنني بلغت السن الذي سأغادر فيه الملجأ إلا عندما أبلغتني مديرته بعد أن طمأنتني إنها لن تتركني أخرج إلا بعد أن تتأكد أنها سلمتني إلى ايد أمينة و أستلمت طريقاً آمناً أستطيع فيه أن أتابع حياتي بسلام
إنتقلت للعمل في أحد البيوت برعاية امرأة تحمل من القيم الإنسانية ما يؤهلها أن تكون ملاكاً عاملتني كإبنة لها وأخت لابنها الوحيد الذي أخذ بيدي وساعدني مع والدته في الدراسة حتى نلت شهادة في الطب
هذه حكايتي وها أنا الأن وحيدة بعد أن فارق الحياة أخي ووالديه
ليست حكاية خيالية بل هي من واقع الحياة كتبتها كما روتها لي الدكتورة نانا التي لا تزال حية في ذاكرتي
جرجس لفلوف سورية
التقيتها تعارفنا تكررت اللقاءات تناديني يا ولدي أناديها يا صديقتي حزينة مع ابتسامة لا تفارق ثغرها الجميل نشيطة لا تتوقف عن الحركة بالرغم من بلوغها العقد السابع من عمرها سألتها قصتها المختبئة في شغاف قلبها قالت:
جئت لا أعرف كيف ومن أين هل نيزك هبط من السماء ام جني قذفه بركان أرضي أم خيال جاء من عالم الأحلام
أبصرت النور في ملجأ جاؤوا بي إليه ملفوفة بخرقة قماشية مرمية على بابه يقيم فيه الأطفال الذين لا أهل لهم كنت طفلة ليست كالأطفال لم تدغدغ شفتي حلمة نهد ولا ضمني إليه صدر أم بل كانت أمي لا تملك صدرا حنونا ولا يدا تربت على ظهري عندما تخنقني حموضة حليبها بل حلمة بلاستيكية صماء بكماء ابتلعت معها ما ملا معدتي من الأتربة عندما أصبحت قادرة على الزحف والدوران حول بساط من مخلفات أقمشة وأشياء بالية مرمي على أرضية ترابية يسمى فراشا تنتشر منه رائحة الرطوبة والعفونة وتبني ميكروبات الموت أعشاشها بين تلافيف نسيجه.لم تقتلني لأنني كنت صديقة لها أو أكتسبت من ترياقها مناعة أو قد تكون قوة القهر التي جلدتني منحتني نعمة البقاء على قيد الحياة
سجلوا اسمي( ن) حرف ليس له بداية ولا نهاية .أنا نون وينادوني نانا . حصلت على شئ من التعليم يمكنني من القراءة والكتابة وتعلمت من الأعمال المنزلية ما يؤهلني أن أكون خادمة ماهرة عند إحدى العائلات وعندما بلغت الثالثة عشر من عمري حان الوقت الذي علي أن أغادر الملجأ ولكن لا بد من الإطمئنان على مستقبل من يغادره قبل المغادرة
أمضيت في الملجأ أعواماً لم أحسها وكنت أنظر إلى ذاتي فأرى نفسي لا أزال طفلة لم أعرف أنني بلغت السن الذي سأغادر فيه الملجأ إلا عندما أبلغتني مديرته بعد أن طمأنتني إنها لن تتركني أخرج إلا بعد أن تتأكد أنها سلمتني إلى ايد أمينة و أستلمت طريقاً آمناً أستطيع فيه أن أتابع حياتي بسلام
إنتقلت للعمل في أحد البيوت برعاية امرأة تحمل من القيم الإنسانية ما يؤهلها أن تكون ملاكاً عاملتني كإبنة لها وأخت لابنها الوحيد الذي أخذ بيدي وساعدني مع والدته في الدراسة حتى نلت شهادة في الطب
هذه حكايتي وها أنا الأن وحيدة بعد أن فارق الحياة أخي ووالديه
ليست حكاية خيالية بل هي من واقع الحياة كتبتها كما روتها لي الدكتورة نانا التي لا تزال حية في ذاكرتي
جرجس لفلوف سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق