الاثنين، 25 مارس 2019

كتب الأستاذ الشاعر/كريم خيري العجيمي◇◇غافية على جسور الصمت..!!◇◇

غافية على جسور الصمت..!!
......................................
أيتها ال...
لا زلت كما أنت..
منذ أيام وأعوام..
منذ أوجاع وآلام..
منذ أن عرف القلب أول خيبة..
منذ أن مني خافقي بأول خسارة..
منذ أن تجرعت دواخلي أول كأس سم..
لا زلت أنت..
ذلك الشعاع الذي تنكسر عند سهمه كل المرايا..
لا زلت أنت..
ذلك الشراع الذي أغرى السفين بالسفر..
وأوهمه بالإبحار..
فلما أبحر قال إني برئ منك..
إني أخاف البحر..
وما للإبحار خلقت..
لا زلت أنت..
تلك ال..
غافية على جسور الصمت..
في مكامن البوح..
في مفترق كل شئ..
في..
رعشة الحرف حينما يكتب..
وجع المداد وهو يسيل على جسد الورق..
وسن القلم وهو يغرس أنيابه في ضلع السطور..
إرتعاشة الشفاة وهي تقبض بمقارض النار على بقايا الحروف..
تجرها سلاسل الأنين دوما إلى برزخ ما بين الكتمان والإفصاح..
فلا تدري أتبوح بما لن يفي ليسطر غيضا من فيض الوجع..
أم تخرس ليبوح الصمت وتتكلم تفاصيل الوجع بما لم يجتاز حد الشفاة..
لا زلت أنت..
كل طقوس الألم التي تبعثرها جوانحي كل ليلة..
في محاريب الشكوى..
قربى تزيدك بعدا..
فما أعدل هذا الذي تتزلف في ساحات مناجاته..
ليثيبك على القربى بعدا..
ويرميك بالمناجاة سحقا سحقا..
لا زلت أنت..
سر الأرق الذي يسرق من ليلتي يوما وليلة..
ويقض مضجعي..
ويؤرق منامي..
ويستجلب زبانية جحيم السهد..
لا زلت أنت..
زليخة..
العاصية..
طمعت..
شغفت...
تزينت..
تهيأت..
هيت لك..
أيها العرض الزائل..
أيتها الأطمار المتزينة..
أيتها الأموال..وال...وال..
وسحقا لعبد الوفاء..
فليذهب للجحيم..
ما هو إلا عبد آبق شريناه بثمن بخس..
بعض كلمات..
ووعد لم يكن..
وعهود مزقت..
ووفاء خائن..
و
ونيفا من وجع صامت سيحمله وشما على جبينه..
وبين خلاياه وفي نبضه..
ووتينه وبين أضلاعه..
فليكن..
وهو لهذا خلق..
إنما هي أقدار كتبت في اللوح قبل أن تدب الأقدام أرض الحياة فماذا عساي أفعل..
فليتحمل قدره..
وحده المذنب..
أنا لم أقد قميص الإخلاص لا من قبل ولا من دبر..
أنا لم أزج به أبدا في سجن الشوق..
ليشق ثوبه..
ويجلد جسده..
ويضرب قلبه في مقتل كل حين..
ويتألم سوط يعذبه إشفاقا عليه..
مجرم بلا جريمة ولا نص ولا شاهد..
لم أتآمر عليه لألقيه بجب الحرمان..
لم أدل بدلوي ليتعلق بها..
هو المذنب..
فقط..
هو المخطئ..
لم أغره يوما بأن يقترب من أسواري..
ويتسلق من فراغ الشمس والنور..
ليقبع في زنزانة الظلام وقيود البقاء..
ويرفل في ثياب رحيل دائم بلا وطن ولا عنوان..
لهفة الحنين..
تمرد الطيف وهو يزهو مختالا..
يقطع ما بين جفوني..
جيئة وذهابا..
يبحر في مواسم الدموع..
ويعود في فصول الوجع ليذكرني بما لم أنسه يوما..
لا زلت أنت..
ذاك الملك الآبق الذي عصي أن يقدم القربى في محراب قلبي..
فأخرج من جنتي..
ليهبط آلى أرض الخطيئة..
يتلظى في نيران المعصية..
ويتقلب على شوك الأمنيات التي لم تكن يوما..
رفض أن يتقلد وسام القرب فسقط إلى حضيض أرض قاحلة..
منفيا بلا اسم ولا رسم ولا سمت ولا ماهية..
مسخ..
مجرد مسخ بارد الملامح..
بعد أن أذهبت المعصية بهاء وجهه ونور قلبه..
لتنادي عليه الحياة..
(أخرج منها مذءوما مدحورا)..
فلا ملائكيته قد بقيت..
ولا بشريته قد عادت..
ليبقى في مرتبه برزخ لا إلى هؤلاء..
ولا إلى هؤلاء..
لا زلت أنت..
تلك التي...
تسير غافية على جسور الصمت..
لا زلت أنت..
وقد زال من كان يوما..
يسمى أنا..
...............................
بقلمي..
كريم خيري العجيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

....... د محروس فرحات...... ...........أسافر فيك............

...........أسافر فيك............ أسافر في رحاب الليل يصحبني لك طيف يجوب الوجد  أرهقني فلا طيف سوى طيف أتى منك يهز القلب في صمت يهدهدني وبعد ...